قوة الدبلوماسية الإماراتية: نموذج يحتذى في السياسة الخارجية

 

في العقود القليلة الماضية، استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن ترسخ مكانتها كقوة دبلوماسية مؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي، من خلال رؤية استراتيجية قائمة على التوازن، والانفتاح، والشراكة الفاعلة في القضايا العالمية. هذا التحول لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة نهج سياسي حكيم قائم على الاعتدال، والحوار، والمصالح المشتركة.

الأسس التي تقوم عليها الدبلوماسية الإماراتية

الاعتدال والحياد الإيجابي:

تتبنى الإمارات سياسة خارجية تقوم على الاعتدال والحياد الإيجابي، ما يجعلها وسيطًا مقبولًا لدى أطراف النزاعات. هذا ما أهلها للعب أدوار مهمة في الوساطة وحل النزاعات الإقليمية والدولية.

التركيز على التنمية والاستقرار:

ترتبط السياسة الخارجية الإماراتية ارتباطًا وثيقًا برؤية التنمية الشاملة التي تنتهجها الدولة. فالإمارات تدرك أن الاستقرار الإقليمي والدولي هو مفتاح أساسي للتنمية المستدامة، ولذلك تساهم في العديد من المبادرات الإنسانية والتنموية في مختلف أنحاء العالم.

بناء تحالفات استراتيجية:

عملت الإمارات على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع قوى عالمية مثل الولايات المتحدة، الصين، روسيا، والاتحاد الأوروبي، مع حفاظها على علاقات قوية مع الدول العربية والإسلامية.

التحرك النشط في المنظمات الدولية:

تلعب الإمارات دورًا فاعلًا في الأمم المتحدة ومؤسساتها، وتشارك في جهود حفظ السلام، وتمكين المرأة، ومكافحة التغير المناخي، مما يعزز من صورتها كدولة مسؤولة وملتزمة بالقيم الإنسانية.

و للإمارات نجاحات بارزة في العمل الدبلوماسي نذكر منها 

استضافة الفعاليات العالمية:

استضافت الإمارات العديد من القمم والفعاليات الدولية الكبرى مثل إكسبو 2020 دبي، وقمة المناخ COP28، مما رسخ صورتها كمنصة حوار عالمية.

الدور الإنساني الفاعل:

الإمارات من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية، ولها بصمة واضحة في مناطق الأزمات مثل اليمن، فلسطين، والسودان، حيث تجمع بين العمل الإغاثي والتحرك السياسي الداعم للاستقرار. وفي النهاية تمثل الدبلوماسية الإماراتية نموذجًا ناجحًا للدبلوماسية الذكية التي تجمع بين القيم والمصالح، وبين المبادئ والمرونة. إنها دبلوماسية تؤمن بأن العالم يحتاج إلى جسور تواصل لا حواجز، وأن التنمية لا تنفصل عن السلام، ولا السلام عن الحوار.